الراءات عند حفص عن عاصم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وبعد
فنظرًا لانتشار رواية حفص عن عاصم؛ فإن كثيرًا من المبتدئين في القراءة أو حفظ القرآن يُخلطون في التفخيم والترقيق بالنسبة لحرف الراء، فلا يعرف متى يرققه ومتى يفخمه.

فعلى عُجالة أقول، وبالله وحده أصول وأجوال:

أولا : لابد من التلقي الصحيح على حافظ متقن.

ثانيًا: لابد من معرفة الناحية النظرية لقواعد الراء النظرية العلمية؛ حتى يسهل على المبتدئ القراءة الصحيحة لهذا الحرف.

أما عن الراء:
يكون الحرف متطرفًا وغير متطرف.

أما الراء المتطرف: هو الذي في آخر الكلمة. لذلك سُمي الحرف متطرفًا لأنه يأتي في طرف الكلمة، أي آخرها.

والراء غير المتطرف: هو الذي في أول الكلمة أو في وسطها، والذي يأتي في وسطها يسمى راءً متوسطة: أي في وسط الكلام.

أ ـ يفخم الراء غير المتطرف في سبع حالات:

1-إذا كان مفتوحًا: { رَحمَتِ رَبـّك ، أَرَءَيتَ}
2ـ إذا كان مضمومًا: { كَفَرُواْ ، الرُّعب ، رُوحُ القُدُس }.
3ـ إذا كان ساكنًا بعد فتح: { أَرسَلنَا ، أَربَعِين ، مَرجِعِكُم}.
4ـ إذا كان ساكنًا بعد ضم: { المُرسَلُون ، قُرءَان ، بِقُربَان }.
5 ـ إذا كان ساكنًا بعد كسرٍ عارض: {اركَعُواْ ، ارجِعُواْ ،اركَبُواْ}.
والكسر العارض هو الذي يسقط باندراجه مع ما قبله، ويكون في ألف الوصل.
6ـ إذا كان ساكنًا بعد كسرٍ مُفَصَّل : { الَّذِى ارتَضَى ، إِنِ ارتَبـتُم ، رَبِّ ارجِعُون } .
7ـ إذا كان ساكنًا بعد كسر أصلي.
والكسر الأصلي هو الذي يثبت ابتداءً ووصلاً، وفي نفس الوقت يكون بعده حرف استعلاء (أي: مفخم) غير مكسور:
وهن خمس كلمات فقط لا سادس لها في القرآن:

{ قِرطَاس ، فِرقَة ، وإِرصَادا، مِرصَادا، لَبِالـمِرصَاد} .

ب ـ أما الراء غير المتطرفة (المتوسط) فتُرقق في الحالات التالية:
يرقق الراء غير المتطرف في حالتين :
1 ـ إذا كان مكسورًا : { مِن أَمرِنا ، مَّـرِيجٍ ، غَيرِكُم } .

2 ـ إذا كان ساكنًا بعد كسر أصلي وليس بعده حرف استعلاء :
{ وَ جَآءَ فِرعَونُ ، أُوْ لِى الإِربَةِ ، شِرعَةً } .

جـ ـ جواز تفخيم وترقيق الراء غير المتطرف (المتوسط)، وهي حالات خلافية:
هناك حالات يجوز فيها تفخيم وترقيق الراء غير المتطرف إذا كان ساكنًا بعد كسر أصلي وبعده حرف استعلاء (تفخيم) مكسور، وذلك في كلمة { فِرقٍ }، التي لاثاني لها في القرآن ، حيث يجوز فيها الحالان وصلا ووقفًا، والتفخيم أشهر، وعليه العمل.
وإنما سيأتي متى تفخم أو ترقق في الكلام عن طرق حفص؛ إذ لكل طريق من الطرق حال في التفخيم او الترقيق.

د ـ تفخيم الراء المتطرف :
يفخم الراء المتطرف إذا كان ساكناً بعد فتح أو ألف أو ضم أو واو، مثل : { فَمُستَقَرّ ، ولاتَذَر ، للبَشَر ، والعَصر ، بالصَّبر} {مَعَ الأَبـرَارِ ، عذابَ النَّارِ ، بالأَسحَارِ } ، { بِالنُّذُر ، وسُعُر ، وَدُسُر ، اليُسر ، العُسر ، خُسر } ، { الطُّور ، مَسطُور ، مَنشُور}

هـ ـ ترقيق الراء المتطرف :
يرقق الراء المتطرف الساكن بعد الكسر، أوبعد الياء الساكن، مثل: { قُدِر ، مُدَّكِر ، كُفِر ، السِّحر ، الذِّكر ، خَير ، خَبِير ، بَصِــير}

و ـ جواز الوجهين في الراء المتطرف:
يجوز تفخيم وترقيق الراء في كلمتي : {وأسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الـقِطــر ، تَبَوَّئْا بِمِصرَ} لدى الوقف عليهما حيث راء ساكن بعد حرف استعلاء قبله كسر . ولا اختلاف في هذا عند طرق حفص.

** إذا حذف الياء بعد الراء و وُقِف على الراء بالسكون جاز الوجهان، وذلك في الكلمات التالية: { إِذا يَسرِ ، أَن أَسرِ ، فَأَسرِ} و { نُذُرِ } المسبوقة بالواو في ستة مواضع بسورة القمر .

تنبيه على الراء المتطرف:

إذا وُصل الراء المتطرف بما بعده فُخم إذا كان مفتوحًا أو مضمومًا، ورُقق إذا كان مكسورًا .

هذا ما عند رواية حفص من أحكام الراءات.
وقريبًا إن شاء الله أضع الراء لورش عن نافع، ليستفيد أهل البلاد التي ينتشر فيها رواية ورش عن نافع، ولأهمية باب الراءات؛ إذ إنه يعتبر بابًا من أبواب مخارج الحروف.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

وكتب
أَحْمَدُ بْنُ فَتْحِيِّ الزَّيْنِيِّ
سامحه الله