ماذا تنقمون من الربيع؟؟؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه.

أما بعد:

مما دفعني لكتابة هذا الموضوع، أن الكثير ممن يحسبون أنفسهم من طلاب العلم ومن أهله، أو ممن يدعون بأنهم على المنهج الحق-منهج الأنبياء والمرسلين-، ما فتئوا يلمزون ويغمزون الراسخين بالعلم، وكل ذلك ليس إلا أن الراسخين في العلم لم يوافقوهم على ضلالهم، وقاموا بالتحذير من رجالهم بعدما ناصحوهم وردوا عليهم بالحجة والبرهان، من كتاب علام الغيوب.
القائل في حق نفسه: (وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى)(طه:7)، وقال أيضًا: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ)(غافر:19)، وقال أيضًا: (إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا)(الأحزاب54).
ومن سنة المصطفي-صلى الله عليه وسلم-الصادق الأمين، ذو الخلق العظيم، من قال فيه ربنا وربه، خالقنا وخالقه، مليكنا ومليكه: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)(ن:4)، وقال فيه أيضًا: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) (الفتح:29).
فإليكم يا من سمعتم كلام الله، ويا من قرأتم كتابه، ويا من سمعتم أحاديث رسوله-صلى الله عليه وسلم-، ويا من ادعيتم أنكم على سنته، أوجه إليكم هذا السؤال، وهو:
ماذا تنقمون من الربيع؟؟!!!!
أنا أجيبكم على هذا، وأسأل الله أن يوفقنا لكل خير، وأن يهدي كل شباب المسلمين لما يحب ويرضى، وأن يهيئ لهم من أمرهم رشدًا، وأن يشرح صدورهم لما ارتضاه لعباده المؤمنين، اللهم آمين.
الجواب: قال تعالى في كتابه الكريم: (وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)(البروج8).
(وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ) قال ابن عباس رضي الله عنهما:(ما كرهوا منهم)،(إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ)،قال مقاتل: (ما عابوا منهم). وقيل: (ما علموا فيهم عيباً). قال الزجاج: (ما أنكروا عليهم ذنباً إلا إيمانهم بالله)، (الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ).تفسير البغوي.
وجاء في كتاب فتح القدير:
(وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ) أي ما أنكروا عليهم ولا عابوا منهم، (إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ): (أي إلا أن صدقوا بالله الغالب المحمول في كل حال). قال الزجاج: (ما أنكروا عليهم ذنباً إلا إيمانهم)، وهذا كقوله: (هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِاللَّهِ)وهذا من تأكيد المدح بما يشبه الذم كما في قوله: (لا عيب فيهم سوى أن النزيل بهم يسلوا عن الأهل والأوطان والحشم). فتح القدير.
عابوهم: لأنهم ارتضوا لأنفسهم بالسير على نهج الأنبياء والمرسلين.
عابوهم: لأنهم أخذوا على عاتقهم حمل هذه الدعوة المباركة.
عابوهم: لأنهم أخذا عهدًا على أنفسهم بمقارعة أهل البدع والأهواء.
عابوهم: لأنهم كشفوا زيف المتحزبين والمتلونين، وحذروا منهم غير آبهين بكثرة الناعقين.
فأقول: لكل من لا زال في قلبه بصيص من نور الإيمان ، أن اتق الله في كلامك وفي فعالك وفي كل حركاتك، ولا تكن ممن رضوا بأن يكونوا مع أهل الأهواء، ومن المنافحين عنهم، فو الله الذي لا إله إلا هو ما فاز إلا من أخلص هجرته لله.
فإياك: أخي الحبيب أن تكون ممن يتعصبون لأشخاص بعينهم ذلك الذل بعينه، فلا تكن عند من سود الله وجوههم بالبدعة، وكن مع أنار الله وجوههم بنور السنة، وكن مع الحق حيث دار، واتبع سبيل السلف الصالحين.

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

.

» هذا ما قاله العلامة العباد في الشيخ الربيع