الجهل والحماس والعاطفة من أسباب الإرهاب.. وهي صفات إذا اجتمعت تؤدي إلى المهالك

(عنوان1 الجهل والحماس والعاطفة من أسباب الإرهاب.. وهي صفات إذا اجتمعت تؤدي إلى المهالك)


حوار - هدى السالم
القتل، الاغتيال، التفجير، وزرع المتفجرات والقيام بالعمليات الانتحارية ونشر الذعر والخوف واختطاف الطائرات أو تفجيرها، اختطاف الأفراد، حجز الرهائن، تدمير المرافق الحيوية في الدولة، ارتكاب الجرائم الاقتصادية التي تستهدف تحطيم اقتصاد الدولة وانهاك قواها، نسف المساكن وإشعال الحرائق.. كل تلك من أساليب الإرهابيين لتنفيذ مخططاتهم.
هذا ما جاء على لسان العقيد محمد بن أحمد العسيري مدير قسم الإعلام في شرطة المنطقة الشرقية ومنسق اللجنة العليا برئاسة أمارة المنطقة الشرقية للحملة الوطنية ضد الإرهاب - في كتابه «الإرهاب الأسباب.. الآثار».

سرد العقيد العسيري في هذا الكتاب باختصار دقيق خلال أربعين صفحة كل ما يتعلق بمعنى وأسباب وأساليب ودوافع الإرهاب خاتماً صفحاته بأقوال قادة المملكة وعلمائها في الإرهاب.. وكان لـ «الرياض» معه هذا الحوار..

ماهي أسباب الإرهاب من وجهة نظركم ؟

- لعل من الصعب اختزال أسباب ظاهرة كبيرة وخطيرة مثل ظاهرة الإرهاب في سبب واحد ولكن لعلنا نعرض عدة أسباب كل منها قد يكون سبباً منفرداً لهذه الظاهرة وإذا اجتمعت ازداد الأمر سوءًا ولكن هناك سبباً خارجياً قد يكون سبباً لأي بلاء يحل بنا ألا وهو كثرة ذنوب العباد ومعاصيهم فما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة ولعل في كتاب الله ما يؤكد هذا السبب.. كذلك هناك أسباب خاصة تولد الإرهاب وتنتجه وهي نفسها التي يبرر بها الإرهابيون أعمالهم ولكنها في حقيقتها أسباب واهية فاسدة لا تقوم على الإسلام ولا تستند لسنة ولا قرآن ولا يؤيدها عقل ولاحجة فالإسلام سد جميع الذرائع والأسباب التي قد يتعلل بها المفسدون في الأرض سواء كان إفسادهم ضد المجتمع أو ضد السلطة الشرعية فيه وذلك بطرق شرعية وأساليب سياسية تقدم خير الخيرين وتدفع شر الشرين إن تعذر حياز الخير كله أو دفع الشر كله ومن أبرز هذه الأسباب السبب الديني العقائدي أو الفكري الذي ينطلق الإرهابي في عملياته فتجده يفسق ويكفر ويقتل ويفجر لأنه إما يكفر المسلمين أفراداً أو حكومات وبالتالي لا يرى عصمة دمائهم أو أموالهم بل على العكس يظن أن قتالهم نوع من الجهاد أو قد لا يكفر المسلمين ولكن يرى أن قتالهم وترويعهم أمر مشروع لأنه لن يتمكن من قتل الكفار إلا بقتل المسلمين وهذا من الضلال المبين أو قد يرى أن بعض الكفار المقيمين في بلاد الإسلام محاربون لا عهد لهم وبالتالي يجوز قتلهم والاعتداء عليهم وقد يعتقد الإرهابي أن الأعمال الإرهابية جهاد في سبيل الله وبالتالي يتقرب إلى الله بها.

أما السبب الثاني من أسباب الإرهاب فهو الجهل والحماس والعاطفة وهذه الثلاث صفات إذا اجتمعت أضرت بصاحبها وأوردته المهالك وجعلته صيداً ثميناً للأعداء وهذه الصفات لا تجتمع غالباً إلا في الشباب الأحداث البعيدين عن الشيوخ والحكماء.

والسبب الثالث بيئة الإنسان التي لها أكبر الأثر في تكوين شخصيته وتوجيه آرائه وأفكاره فكم من إنسان لا علاقة له بالإرهاب ولكنه خالط الإرهابيين فصار منهم قال صلى الله عليه وسلم «الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل» والسبب الرابع الأهداف السياسية التي كثير من الإرهابيين يهدفون لها ومن المؤسف أنهم يلبسون هذه الأهداف السياسية لباس الدين ومن هذه الأهداف زعزعة الأمن في البلد المستهدف، محاولة الإيقاع بين الدول من خلال استهداف رعايا دولة مقيمين في دولة أخرى وكذلك من أهدافهم استعداء الدول الكافرة على الدول المسلمة من خلال أعمال إرهابية تحت مسمى الإسلام في تلك الدول الكافرة والنتيجة في نظرهم أن العداء إذا قام بين الدول الكافرة والدول المسلمة أعلن المسلمون الجهاد العام.

ويستطرد قائلاً «لاشك أن هؤلاء الإرهابيين من خلال هذه الأهداف السياسية قد جمعوا بين الجهل بالإسلام والجهل بالسياسة وأصولها.. أما الجهل بالإسلام فإن الإسلام قد أمر بطاعة أولياء الأمور في المعروف وأمر بلزوم الجماعة وحرم الفساد بالأرض وأما الجهل بالسياسة فكل عاقل يعلم أن الأعمال الإرهابية مهما كانت قوتها لا تؤثر على السياسة الكبرى للدول بل قد تزيد الدول المستهدفة قوة.. والسبب الخامس هو السبب الدنيوي حيث يعتبر بعض الإرهابيين أن أعمال الإرهاب تحقق لهم المال أو الشهرة أو الحصول على امتيازات وتمثيل في المناصب أو الأحزاب أو بدافع الحقد والكراهية للدولة إضافة إلى الأسباب النفسية والاجتماعية التي تكون في كثير من الأحيان السبب الحقيقي نحو الأنشطة الإرهابية فيقول المتخصصون في الدراسات النفسية:« إذا وجد الإنسان واقعاً لا يقبله فإنه يلجأ لا شعورياً إلى رد فعل معاكس لهذا الواقع، وكلما كان الدافع قوياً كلما كان رد الفعل قوياً بل وقد يؤدي إلى التطرف والعنف».

ما هي آثار الإرهاب؟

- الأضرار كثيرة جداً من أهمها اختلال الأمن حيث تنتزع الطمأنينة وانتشار الرعب والفزع بين الناس فلا يأمن أحد على نفسه وماله ونسائه وأبنائه فلا يتمكن الناس من آداء كثير من عباداتهم ومعاملاتهم، إزهاق الأرواح المعصومة، انتشار الجريمة، هدر الثروات، التضييق على الدعوة الإسلامية والأعمال الخيرية، صد الناس عن دين الله فالإرهابيون الذين ألبسوا أعمالهم لباساً شرعياً قد شوهوا صورة الإسلام ونفروا الناس عنه وأصبح الدعاة بعد أن كانوا يدعون إلى دين الإسلام ويبينون سماحته ومزاياه وعدله أصبحوا في موطن المتهم الذي يدافع عن الإسلام بسبب تشويه الإرهابيين لصورته النقية، زيادة الضغوط على المسلمين في كل مكان مما جعل كثيراً من المسلمين يسيئون الظن بدينهم وعلمائهم.. وكذلك تسلط أعداء الإسلام فالمتربصون لهذا الدين القويم وأهله يتذرعون بالأعمال الإرهابية فتكون فرصتهم لتشويه صورة علماء المسلمين ووصفهم بالإرهابيين ليثبتوا أن الإسلام يربي أبناءه على هذه الأفكار الإرهابية وغيرها من الافتراءات.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]