محمد Admin
عدد المساهمات : 335 نقاط : 1151 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 العمر : 37
| موضوع: (مفرغة)الإسلام دينُ الإحسان للشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر (حفظه الله الأحد 9 مايو - 15:10 | |
| خطبة( الإسلام دينُ الإحسان) للشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر (حفظه الله) خطبة يوم الجمعة الموافق 23/10/1430هإن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مُضلَ له ومن يُضلل فلا هاديا له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد معاشر المؤمنين عباد الله ":اتقوا الله فإن من اتقى الله وقاه وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه وتقوى الله جلا وعلا عملٌ بطاعة الله على نور من الله رجاء ثوابِ الله وتركُ لمعصيةِ الله على نورٍ من الله خِيفةَ عذابِ الله. عبادَ الله إن دينَ الإسلام دينُ الإحسانِ في كل شيء قال الله تعالى {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }البقرة195وقال جلا وعلا{وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}العنكبوت 69 وقال سبحانه { إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}الأعراف56 وقال جلا وعلا{هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}الرحمن60. والآيات في هذا المعنى كثيرة والدينُ كله عبادَ الله قيامه بالإحسان ,إحسانٌ في عبادةِ الخالقِ جلا وعلا وإحسانُ في التعامل مع الخلق. أما الإحسانُ مع الله وفي عبادةِ الله جلا وعلا فهو الإتيان بها على أتم وجهٍ وأحسنِ حال كما قال نبينا عليه الصلاةُ والسلام في بيانِ معنى الإحسانِ وحقيقته قال" أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" وبلوغ هذه الرتبةُ العليةِ والدرجة المُنيفة لابد فيه من مجاهدة تامة للنفس وصبر لها على طاعةِ الله قال الله عز وجل { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَاوَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَالْمُحْسِنِينَ }العنكبوت69
والإحسانُ عباد الله الذي كتبه الله جلا وعلا على كل شيء مطلوب من العبد حتى مع نفسه يجبُ على كل إنسان أن يُراعي الإحسان إلى نفسه وكم يقعُ في الناس من ظُلمِ للنفس وإساءةٍ إليها وخروجُ بها عن دائرةِ الإحسان وأُطره والله جلا وعلا يقول{ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا}الإسراء7
وبهذا يُعلم معاشرَ المؤمنين أن المسلم مطلوبُ منه في هذه الحياة من بابِ الإحسانِ إلى نفسه والرحمةِ بِهَا والرفقِ بها وإبعادها عن مواطنِ سخطِ الربِ جلا وعلا وغضبه أن يُرَاعيَ الإحسان,أن يراعي الإحسان في أعماله وأقواله وأفعاله ونياته فيكونَ في ذلك محسنا يُحسِنُ في عباداته وطاعاته وقرباته ويحرصُ على إتمامها وإكمالها فإن إحسانَ العبدِ في طاعة الله هو في الحقيقة إحسانُ إلى النفس إحسانُ إلى النفس ورحمة بها ورفقاً.
وكذلك عباد الله تجنب الإنسان للمعاصي والآثام وبعده عن كلُ ما يسخطُ الرب جلا وعلا كل ذلكم داخلٌ في باب الإحسان. وفي الحديث يقولُ عليه الصلاةُ والسلام "من حُسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه"
وفي هذا أن تجنُب المعاصي والبُعدَ عن الآثام كل ذلكم من باب الإحسان فمن يقعُ في المعصية ويقارفُ الذنب هو في الحقيقة مُسيء لنفسه وليسَ بمُحسن. عبادَ الله من يتعاطى المُحرمات ويغشى الآثام ويفعلُ الحرام كم يسيءُ إلى نفسه بذلك المُدخن مسيء لنفسه متعاطي المخدرات مُسيء لنفسه مُرتكبُ غير هذه الآثام بكُلِ إثمٍ يرتكب يسيء إلى نفسه ويجُرُها إلى العواقب الوخيمة والنهايات الأليمة في دنياه وأُخراه والله تعالى يقول{وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا}البقرة195.
عباد الله ومن الإحسان المطلوب الإحسانُ عند المصائب لتي تُلِمُ بالإنسان وتصيبهُ في هذه الحياة بفقدِ محبوبٍ أو فواتِ مرغوب أو حصول ألم أو جائحة أو نحو ذلك ففي هذا المقام مطلوب من العبد الإحسان والإحسانُ عند المصيبة بأن يتلقاها العبدُ بالصبر وأن يعلم أنها من عند الله فيرضى ويُسلم . {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍإِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ}التغابن 11
قال بعضُ السلف هي المصيبة تصيبُ العبد فيعلمُ أنها من عند اللهِ فيرضى ويُسلم. ومطلوب من العبد في باب الإحسان أن يُحسن إلى عبادِ الله بدأًً بالوالدين فالأقرب والأقرب قال الله تعالى{ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَىوَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِيالْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِوَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}النساء36
بل إن دائرة الإحسان عباد الله تطالُ حتى الحيوانات فإن المُسلم مطلوب منه أن يحسنَ إلى بهيمة الأنعام وفي قاعدة عامة وتأصيلٍ مباركٍ في هذا الباب يقولُ نبينا عليه الصلاةُ والسلام ي ما رواه مسلمٌ في صحيحه من حديث أبي يعلى شداد أبن أوسٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال" إن الله كتب الإحسان على كل شيء ,إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسِنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليُحِدَ أحدكم شفرته وليُرح ذبيحته "
جاء في الأدب المفرد للإمام البُخاري بإسناد ثابت أن رجلً سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله الشاةُ أذبحها وأرحمُها قال عليه الصلاةُ والسلام والشاة إذا رحِمتَها رَحِمَكَ الله "
ألا فلنتقي الله عباد الله ولنُراعي بابَ الإحسان في أقوالنا وأفعالنا ونياتنا وجميعِ أحوالنا متقربين بذلك إلى ربنا جلا وعلا .
وأسـأل الله الكريم رب العرش العظيم بأسمائه الحُسنى وصفاته العُليا أن يكتبنا جميعاً في عدادِ عباده المُحسنين أقولُ هذا القول وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم . الحمد لله عظيم الإحسان واسع الفضلِ والجودِ والامتنان وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعدُ عباد الله: اتقوا الله تعالى وراقبوه مراقبة من يعلم أن ربه يسمعه ويراه ثم لنعلم معاشر المؤمنين أننا في هذه الحياة في دار عملٍ وسنلقى الله جلا وعلا يوم القيامة في دار الحساب والجزاء ومن أحسن في هذه الحياةِ الدنيا لقيا ثمرةَ إحسانه يوم القيامة {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}الرحمن60
ومن أساء لقيا مغبةَ إساءته يوم القيامة {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى}الروم 10,{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍخَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}الزلزلة8,7
والواجب على العاقل أن يُجاهِدَ نفسه على تحقيق الإحسان في عبادةِ الخالقِ جلا وعلا وفي معاملته لخلقِ الله يرجوا بذلك رحمةَ الله وثوابهُ وكريمَ موعوده والكيسُ عباد الله من دانا نفسه وعملَ لِمَا بعد الموت والعاجِزُ من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني.
واعلموا رعاكم الله أن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني ولكن الإيمان ما وقر في القلبِ وصدقته الأعمال واعلموا رعاكم الله أن أصدق الحديث كلامُ الله وخيرُ الهُدى هدى محمداٍ صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وعليكُم بالجماعة فإن يدَ الله على الجماعة وصلوا وسلموا رعاكم الله على محمد ابن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَىالنَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }الأحزاب56
وقال صلى الله عليه وسلم "من صلى عليا واحدة صلى الله عليه بها عشرة " وجاء عنه عليه الصلاة والسلام الحثُ من الإكثار من الصلاة والسلام عليه في ليلة الجمعة ويومها .
اللهم صلِ على محمدا وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدُ مجيد وبارك على محمدا وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدُ مجيد, وأرضى اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين أب بكرٍ الصديق وعُمرَ الفاروق وعُثمان ذي النورين وأبي الحسنين علي وأرضى اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك يا أكرمَ الأكرمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذِلَ الشركَ والمشركين ودمر أعداء الدين اللهم احمي حوزةَ الدين يارب العالمين اللهم أمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا وأجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يارب العـــالمين اللهم وفق ولي أمرنا لهُداك وأجعل عمله في رضاك وأعنه على طاعتك يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام. اللهم أتي نفوسنا تقواها زكِهَا أنت خيرُ من زكاها أنت وليُها ومولاها.
اللهم إنا نسألك الهُدى والتُقى والعفة والغنى, اللهم إنا نسألك الهُدى والسداد, اللهم أصلح ذات بيننا وألف بين قلوبنا واهدينا سُبل السلام وأخرجنا من الظلمات إلى النور وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وأزواجنا وذرياتنا وأموالنا وأوقاتنا واجعلنا مباركين أينما كُنا,اللهم اغفر لنا ذنبا كله دقهُ وجله أوله وأخره سره وعلنه, اللهم أغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياءِ منهم والأموات اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدرارا,اللهم إنا نتوجه إليك بأسمائك الحسنى ونسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت يا محسنُ يا رزاقُ يا جوادُ يا منانُ يا كريم واسع العطاء,اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانتين,اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين,اللهم اسقنا وأغثنا,اللهم اسقنا وأغثنا,اللهم اسقنا وأغثنا,اللهم أعطنا ولا تحرمنا وزدنا ولا تنقصنا,اللهم سُقيا رحمة لا سقيا هدن ولا عذابٍ ولا غرق,اللهم إنا نسألك غيثا مغيثا هنيئاً مريئاً صحا طبقاً نافعاً غير ضار عاجلا غير أجل .
اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر اللهم لا تمنع عنا بذنوبنا فضلك,اللهم لاتؤاخدنا بما فعله السفهاء منا,اللهم أغثنا,اللهم أغثنا,اللهم أغثنا. وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العـــــــــــالمين وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
المصدر الصوتي للتحميل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
| |
|